في ظل زحمة المسلسلات الدرامية السورية في شهر رمضان المبارك وتكرار نفس الشخصيات الدرامية في أعمال اتسمت بين التكرار وفقدان الموضوعية والواقعية، أصبحت ذهنية وعين المشاهد غير مستقرة وفي معظم الأحيان متنافرة اتجاه ما يقدم على الفضائيات من برامج وأعمال درامية هابطة، ولاشك بان تكرار نمطية اغلب الأعمال الدرامية الاجتماعية وتكرار اغلب الشخصيات في أكثر من عمل أدى إلى انعدام المشهدية البصرية والذائقة الفنية التشكيلية لتوصيف الشخصيات واقلق المشاهد المغلوب على أمره بشكل خاص، أسئلة كثيرة لابد من طرحها في ظل هذه الإشكالية المهيمنة، ولكن المحور الأهم الذي يطرح نفسه بقوة: هل أصبحنا بحاجة إلى حماية هرمونية وبصرية من نوع آخر، وهل أصبحت صناعة الدراما التلفزيونية ملهاة عبثية للتسابق في نسج المسلسلات الخنفشارية وتخريب الذوق العام والابتعاد عن احترام عقل وذائقة المشاهد، وهل أصبح كتاب الدراما بعيدين كل البعد عن إيجاد محاور إبداعية متناغمة مع الواقعية بعيدا عن الاستخفاف والتسويف، أم إن هناك من يعمل بقصد أو غير قصد باتجاه إعادتنا إلى القرون الوسطى..؟